حكاية أبو زيد الهلالي 3 سيوف الأقارب

لا تقتل أباك يا ولدى!
اندفع بركات غاضبا يريد الأنتقام ، بعد أن عرف السر الذي أخفته أمه طوال هذه السنين . قالت خضرة الشريفة :
- يا ولدي ..... لا تترك الغضب يعمي عينيك عن الحقيقة ، ولا تنسي أن رزق هو والدك الحقيقي !
إلتفت بركات ناحيتها في عصبية ، مستنكرا قولها .. وهو يحاول إخفاء غضبه :
- والدي يا أمي العزيزة هو الملك الزحلان ن هو الذي رباني وآواك وآواني ... بعد أن رماكرزق ورماني لذئاب الصحراء ، هنا في هذا البيت كبرت برعاية الزحلان وحبه ، وتأدبت بنصائحه وعرفت عنه الصواب والخطأ ... في حجره لعبت وعلي صدره حبوت ونمت صغيرا ... وعرفت الحنان والهناء والأمان طفلا ... والمرح والفرح صبيا ، والشجاعة والفروسية شابا ....
لا أعرف أبا لي سواه .
ملأ الحزن عيون خضرا بالدموع وقالت وهي تربت علي كتف إبنها ، الذي يرتجف من الإنفعال:
- يا بني كل ما قلته صحيح . ولكنك لا تستطيع مهما أنكرت ، أن تتخلص من الدم الذي يجري في عروقك .. يا ولدي ... هذا قدرك أبوك هو الأمير رزق الهلالي كما أنني خضرا بنت الشريف أمك .. وأنت مهما حدث هلالي من بني هلال .. وإليهم تنتمي . صاح بركات محجتا :
- كيف تقولين هذا يا أمي ... بنو هلال هم الذين اهانوك وطردوك الي الصحراء بلا رحمة أو شفقة ..
نظرت خضرا في عينيه محاولة الأبتسام ، وقالت في محاولة أخيرة لجعله يتراجع
- الأن ... عرفوا خطأهم ..
- جريمتهم !
- أوافقك .. عرفوا جريمتهم الأن ...وأستطيع أن أؤكد لك أنهم تعمدوا أن يسالوك عن أبيك كي تعرف الحقيقة التي يريدون الإعتراف بها .. والإعتذار .. طالبين السماح .. والمغفرة ...
وضع بركات كتفه فوق يد أمه التي كانت ما تزال فوق كتفه تهدئ من عصبيته :
- الجريمة لها عقاب .. ولن أسامحهم علي ما فعلوه بك .. حتي ولو سامحتهم عما حدث لي .. والآن ومهما كانت نواياهم فقد هاجموا أرض أبي .. ويريدون النجاه بجريمتهم لي .. والآن ومهما كانت نواياهم فقد هاجموا أرض أبي ومحاولتهم قتله ... ولكني لم أتركهم يفلتون أولئك الذين طردوك وطردوني رضيعا ضعيفا الي الفلاة والوحوش ..
تريدين أن يجازوا علي قسوتهم بالرحمة ؟ وعلي نكرانهم صلة الدم بالمغفرة ..؟ . لا ياامي إنها خدعة للنجاة بأفعالهم وعذرهم...
ولما وجدت خضرا إصراره علي الخروج محاولا الإفلات من يدها .. نظرت في عينيه بعد أن جذبته إليها وقالت في إصرار:
- لن أتركك تخرج إليهم إلا إذا وعدتني ألا تؤذي والدك يا ولدي .... إنها ستكون جريمة بشعة وعار لا يفارقك أبد الدهر إن قتلته ... ستكون أبشع واشد هولا من فعلته القديمة القاسية .. لن تفعل .. عدني .. وإلا فلن تخرج للميدان إلا علي جثتي ...
أراد بركات أن يرد متجنبا سهام نظراتها ، لكنها لم تعطه الفرصة ، وظلت تسلطها عليه وتحملق مباشرة في عينيه المبللتين بالدموع .
- عدني يا بركات ... هيا ... عدني ! مال برأسه مستسلما متجنبا نظراتها المتحدية وقال:
- أعدك يا أمي .. أعدك .. ولكني ساحضره أسيرا مقيدا ليطلب السماح منك .. ومن أبي الملك الزحلان الذي مازال جرحه يهدد حياته الغالية ... وللملك أن يفعل به ما يشاء ... ولا تحاولي منعي من ذلك فأنا مصمم علي ان يفكر عن ذنبه نحوك.... وعدوانه علي الملك الزحلان الذي هو رغم كل شئ ... أبئ ...
مدت خضرة ذراعيها واحتضنته في حنان وهي تقول:
- مهما حدث يابني ... ومهما يمكن أن يحدث فلا تنسي أن عرقك تجري دماء الأمير رزق وإنك هلالي يابركات ...
وأطلقت سراحه فانفلت كالسهم خارجا من الخيمة ليقفز فوق فرسه صارخا بأصحابه أن هيا الي القتال يا رجال !!
قتال ... الاحبة !!
- غندفع بركات علي حصانة شاهرا الحسام ... وهو يصيح صيحات الحرب وينشد ألحان الإنتقام ...
يا رزق لا تهرب قد جاءك الفرسان
أخرج الي الحرب هيا الي الميدان
بركات جاء اليك يجزيك صنع يديك
نار علي عينيك تكشف لنا ما كان